انها ليله الخامس عشر من شعبان انا هنا !
تحديداً بمقابر المقطم تحديداً اكثر قادتني اقدامي حتى وصلت امام تل كبير ؛ كُتب اعلاه «تل العظام» .
اجواء شتويه ظلام كامل باستثناء نور اكتمال القمر ؛ طرقات خاليه الا من بعض الكلاب الضاله ؛ اصوات الرياح تحرك كل شئ ساكن من حولي ؛ لم اشعر بالخوف فانا اعتدت زياره المقابر ليلاً منذ وفاه ابي قبل سبع اعوام .
لفت انتباهي حفره كبيره بجواء جدار التل اقتربت لاتحقق منها ؛ و كل تفكيري انها محاوله من احد تجار الاعضاء البشريه لسرقه جسد لمتوفي ؛ لكن سرعان ما تلاشت الفكره فانا اقف امام «تل عظام» و ليست مقبره مخصصه لدفن الموتى !
«تل العظام هو مكان لتجميع بقايا العظام عندما يتقرر هدم مقابر قديمه و الانتقال الى اخرى جديده»
اقتربت اكثر من الحفره و جذبني شئ بقوه للداخل بدون سابق انذار !
لا أعلم كم استغرق فقداني للوعي و لكن عند افاقتي ..
يتبع
عند استعادتي للوعي وجدت هيكل عظمي يحدق لي بقوه بعيناه الفارغتان يحاول التواصل معي بالاشاره لكني فشلت في فهم ماذا يريد ؛ الان كتب لي باصبعه العظمي على التراب «كن حذر» .
لم افهم قصده لكنه ذهب بعيداً مسرعاً كانه ذاهب لاداء مهمه ؛ راقبته وانا في مكاني وجدته يشرف على عمليه بحث و فرز كبيره تقوم بها مجموعه من الهياكل العظميه؛ يجمعون كل العظام من صنف واحد في مكان خاص الجماجم في مكان و الاقفاص الصدري بمكان و هكذا ؛ وجدت ايضا عدد كبير من الهياكل العظميه غير المكتمله تحاول في شغف استكمل ما ينقصها من اجزاء ؛ على بعد امتار هيكر عظمي يحاول العثور على ساق تتناسب مع طول ساقه الحاليه و بعد ان فشل نزع ساقه و استخدم ساقين بنفس الطول ؛ و ما ان ينتهي هيكل من اكمال ما ينقصه ينضم في عمليه فرز العظام و يساعد الهياكل الغير مكتمله لتجد ما تبحث عنه في سهوله .
انا الان بقاع تل العظام المكان مظلم بالكامل لكن يتسلل ضوء القمر من عدد من الفتحات صنعت بدقع في سقف التل ؛ لا أعلم ما ان كان الغرض من تلك الفتحات التهويه او لعبور الضوء ام انها فقط ستستخدم لاحقاً لخروج هذه الهياكل من قاع التل
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق